Homepage H1

المرصد الفلسطيني لحقوق الانسان

عادي

سلطات الاحتلال تهدم 40 منشأة وتقيم 3 مشاريع استيطانية في القدس خلال أكتوبر 2024

مدة القراءة 5.53 دقيقة

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال نوفمبر 2024؛ 40 منشأة وأقامت 3 مشاريع استيطانية تهدد واقع ومستقبل مدينة القدس المحتلة وسط انتهاكات متصاعدة في المدينة المحتلة. 

وخلال نوفمبر ارتقى على أرض القدس الشهيد المسن أحمد مصباح من حي رأس العامود، إثر دهسه من قبل مستوطن، وقد صنّفته شرطة الاحتلال على أنّه حادث سير غير متعمّد.

وأطلقت قوات الاحتلال النّار على شاب مقدسي خلال قيادته مركبته في بلدة عناتا، وعلى مسن مقدسي كان متوجهاً للصلاة في الأقصى، إلى جانب إطلاق النار على شاب فلسطيني عند حاجز مخيم شعفاط شمال القدس، ثم اعتقاله رغم إصابته.

فيما شهد حي الشيخ جراح اعتداءات للمستوطنين بإحراق مركبات الأهالي، وتعرّض الشاب إبراهيم أبو سنينة لاعتداء قوات الاحتلال وهو متوجه للصلاة في المسجد الأقصى، حيث هاجمه الجنود ونكلوا به رغم مرضه وإعاقته، قبل أن يُحال إلى الحبس المنزلي، فيما تكررت اعتداءات قوات الاحتلال على المصلّين الوافدين إلى الأقصى خاصة أيام الجمعة. 

عمليات الهدم

ونفذ الاحتلال، أكثر من 40 عملية هدم لمنشآت سكنية وتجارية وزراعية بما يشمل تلك التي هدمها وجرفها الاحتلال أو أجبر أصحابها على هدمها خلال شهر نوفمبر، منها 31 منشأة هدمتها جرافات الاحتلال و9 منشآت أُجبر أصحابها على هدمها بأيديهم.

وقد استهدفت عمليات الهدم 18 منشأة سكنية و15 منشأة تجارية وزراعية و3 منشآت رياضية ومنشأتين مجتمعيتين ومسجدين، فيما توزعت عمليات الهدم في المناطق على النحو التالي: 13 منشأة في سلوان، و6 منشآت في رافات، و5 منشآت في تجمع بدوي العراعرة، و4 منشآت في جبل المكبّر، و3 منشآت في قلنديا، ومنشأتين في كل من الولجة والعيساوية وبيت عنان، ومنشأة واحدة في كل من بيت صفافا ومخيم شعفاط والشيخ جراح.

إلى جانب ذلك وزعت سلطات الاحتلال عدداً من إخطارات الهدم على عائلات المقدسية، منها إخطار عائلات أبو دياب وأبو شافع والطويل ومناصرة لإجبارهم على هدم منازلهم في سلوان خلال مدّة محددة أقصاها 3 أسابيع.

وأخطرت سلطات الاحتلال بمصادرة نادي سلوان الرياضي بحجّة تراكم ديون ضريبة "الأرنونا" عليه في حال عدم سدادها خلال مدة محددة، كما أغلق مقهى "كستيرو" قرب باب العامود بحجّة ملكيته لحارس أملاك الغائبين، وبالمقابل نجحت عائلة أبو الهوى في استعادة منزلها في الطور، والذي استولى عليه المستوطنون بالقوة في شهر سبتمبر المنصرم.

وتتعرض بلدة سلوان في القدس، إلى هجمة هدم وتهجير شرسة وتوسع في المخططات الإستيطانية والتهويدية؛ لتغيير هوية المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى وإضفاء الصبغة اليهودية عليها.

 وتشير المعطيات إلى أن سلطات الاحتلال هدمت منذ بداية شهر نوفمبر الحالي 12 منشأة مقدسية من ضمنها خيمة الاعتصام وجمعية البستان ومنازل وبركسات.

 ويلاحق شبح الهدم عائلات الطويل وأبو شافع وأبو دياب عقب تسلمهم إخطارات بالهدم خلال مدة أقصاها 3 أسابيع.

ودعت لجنة الدفاع عن سلوان، لردع الاحتلال الإسرائيلي ووقف مخططه الهادف لطرد وتهجير أكثر من 1550 نسمة من البلدة الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك.

وحذر رئيس لجنة الدفاع عن أراضي سلوان وعضو رابطة أمناء الأقصى فخري أبو دياب، من خطورة استهداف الاحتلال للأحياء المقدسية وخاصة في المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى لأنها الدرع الواقي والحامي للمسجد.

ونبه إلى أن بلدة سلوان لها النصيب الأكبر من تلك الاعتداءات، وفي قلبها حي البستان الذي يتعرض لهجمة تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني فيه.

وفي مواجهة الهدم القسري قرّر أهالي سلوان رفض سياسة "الهدم الذاتي أو الهدم القسري" وتعاهدوا على عدم هدم منازلهم بأيديهم أو الانصياع لقرارات الاحتلال مهما كلّف الثمن.

3 مشاريع استيطانية

ومن جهة أخرى أقرّت سلطات الاحتلال 3 مشاريع استيطانية جديدة في القدس، على النحو التالي:

- مخطط لإقامة 7000 وحدة استيطانية على مساحة 1243 دونماً من أراضي مطار قلنديا، ومخطط لبناء وحدات استيطانية على مساحة 15 ألف متر مربّع من أراضي جبل أبو غنيم جنوب القدس، ومخطط لبناء 750 وحدة استيطانية على أراضي بلدة عين كارم المهجرة وحي القطمون

وصادقت الهيئة العامة للكنيست بشكل نهائي على مشروع قانون ترحيل عائلات منفذي العمليات الفدائية لعام 2024، من فلسطينيي الداخل والمقدسيين إلى غزة أو خارج البلاد، ويشمل القانون أفراد عائلات المنفذين ممن كان له علم مسبق بالعملية ولم يمنعها، فيما تتراوح مدة الإبعاد ما بين 7-15 عاماً لفلسطينيي الداخل، و10-20 عاماً للمقدسيين.

استباحة المستوطنين للأقصى

وبلغت حصيلة اقتحامات المستوطنين للأقصى 3785 مقتحماً، حيث مارس المستوطنون انتهاكات خطيرة في الأقصى شملت الصلوات التلمودية العلنية والانبطاح الجماعي، الذي يواصل المستوطنون أداءه بشكل يومي منذ 11 أغسطس والذي صادف حينها ذكرى "خراب الهيكل".

وصرّح وزير الدفاع الأمريكي أنّه لا يوجد سبب لعدم حدوث معجزة بناء "الهيكل" في دعم واضح لنوايا جماعات المستوطنين و "بن غفير" لإقامة معبد يهودي في الأقصى.

ورغم تضييقات وعراقيل الاحتلال المتواصلة واستمرار حصاره للأقصى أدّى 210 آلاف مصلّ الصلاة في 5 أيام جمعة خلال شهر نوفمبر في رحاب المسجد الأقصى.

ومع انتهاكات الاحتلال في الأقصى، اقتحم أحد المستوطنين مسجد حمزة في بلدة بيت صفافا قضاء القدس وحاول أداء الطقوس التلمودية فيه، ولكنّ تصدي الأهالي له حال دون ذلك.

 وسبق أن حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من خطورة المشاريع الاستيطانية التي يروّج لها الاحتلال في بلدات وقرى جنوب المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس؛ بهدف فرض سيطرة الاحتلال الكاملة عليه وليس فقط على محيطه.

وأكد الشيخ صبري أنّ الاحتلال يستهدف بشكلٍ واضح ومكثف القرى التي تحيط بالأقصى تحديدًا من الجهة الجنوبية؛ بهدف تفريغها من السكان والعمران الفلسطيني واستبدالها بمشاريع استيطانية تطوّق المسجد.

وأوضح صبري أنّ ذلك يأتي ضمن مخطط إسرائيلي قديم جديد؛ يفضي في النهاية للاستيلاء على المنطقة الجنوبية بأسرها، وصولا لربط الأقصى بجبل المكبر؛ ضمن ما تسميه العصابات الإسرائيلية المدعومة من الحكومة المتطرفة بـ “الحوض المقدس”.

ويمتد مشروع “الحوض المقدس” من منطقة وادي الربابة في بلدة سلوان مرورا بحيي البستان ووادي حلوة في البلدة، ثم نحو منطقة طنطور فرعون والمقابر اليهودية على سفوح جبل الزيتون، وتبلغ المساحة المستهدفة بهذا المشروع نحو 2 كيلومتر.