Homepage H1

المرصد الفلسطيني لحقوق الانسان

عادي

مجازر إسرائيليةٌ مستمرّةٌ في قطاع غزة ودور العبادة تحت مرمى النيران

مدة القراءة 3.04 دقيقة

 

 

مجازر إسرائيليةٌ مستمرّةٌ في قطاع غزة ودور العبادة تحت مرمى النيران

 

افتتح الجيش الإسرائيلي فصل المجازر في حرب قطاع غزة بقصفه المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" الممتلئ على آخره بالنازحين المدنيين من نساءٍ وأطفالٍ وكهولٍ في اليوم العاشر لحرب الإبادة التي تشنُّها "إسرائيل" على القطاع، وحصدت الغارة الأعنف حتى ذلك الحين أكثر من خمسمئة (500) فلسطيني، حسب أرقام وزارة الصحة بغزة.

وفي 10 آب/ أغسطس 2024 م، أدخل جيش الاحتلال المساجد ومرتاديها في قائمة المستهدفين عند قصفه المصلين في مسجد مدرسة "التابعين" في مدينة غزة، موقعًا أكثر من مئة (100) شهيد، حسب مكتب الإعلام الحكومي.

وبين أولى المجازر الكبرى وآخرها، قضى عشراتٌ من المحتمين بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مخيمات القطاع على دفعاتٍ بنيران الجيش الإسرائيلي وسلاحه الجوي، وهو المصير الذي لم ينج منه نخبة غزة الطبية والتقنية وصحافيوها، كما أدخل لأول مرةٍ في تاريخ الحروب ما بات يعرف بـ "الاغتيال بالصواريخ".

وبالتّزامن، تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء على الحريات الدينية، فقد قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، إن المستوطنين الإسرائيليين اقتحموا المسجد الأقصى إحدى وعشرين (21) مرَّةً خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي فقط، فيما مُنع رفع الأذان تسعًا وستين (69) مرةً في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، في محاولةٍ واضحةٍ لإنهاء الطابع الإسلامي للمسجد، كما أقام الاحتلال شمعداناتٍ وأعلامًا إسرائيليةً على سطح المسجد، ونظم صلواتٍ تلموديةً داخل الجزء المغتصب منه، واعتدى على المؤذن. كما تستمر الاعتداءات الإسرائيلية على رجال الدين المسيحيين في مدينة القدس المحتلّة وتقف الشرطة الإسرائيلية مستكينةً صامتةً أمام امتهان الكرامة التي يمارسه المتطرّفون ضد هؤلاء الرجال.

 

وذكرت الوزارة في بيانٍ أن الاحتلال والمستوطنين صعَّدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، سواءً بعدد الاقتحامات أو بأعداد المقتحمين، مضيفةً أن الاقتحامات تضمنت أداء المقتحمين طقوسًا دينيةً تلموديةً بمن فيهم عضو الكنيست المتطرف موشيه فيجلن.

 

يُدينُ المرصدُ الفلسطينيُّ لحقوق الإنسان الاعتداءات الإسرائيلية على الأرواح والمؤسسات العامّة ودور العبادة، ويشاركُ وزارةَ الأوقاف رؤيتها بأنَّ هذه الاعتداءات تشكل تحديًا خطيرًا لمكانة المقدسات الإسلامية، وتحاول تغيير ومحو الطابع الإسلامي لدور العبادة والاستيلاء عليه كما استولت دولة الاحتلال على الأرض سابقًا، الأمر الذي يظهر صورة هذه الدولة الاستعمارية الإحلالية الحقيقية.

 

تشكِّلُ هذه الاعتداءات خرقًا فاضحًا لأعراف ومبادئ وأحكام القانون الدولي الذي يكفل لكل إنسان سلامة حياته وجسده وممتلكاته وحرية المعتقد وتحافظ على المقدسات والأماكن الدينية ودور العبادة والأماكن التاريخية.

ويدعو المرصدُ الفلسطينيُّ لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، وعلى رأسه منظمة الأمم المتحدة، ممثلةً بأمينها العام، السيد أنطونيو غوتيريش، والدول الأعضاء، وجامعة الدول العربية ممثلةً بأمينها العام، السيد أحمد أبو الغيط، والدول الإسلامية، والمؤسسات الإسلامية والمؤسسات المسيحية، ومؤسسات حقوق الإنسان كافةً، إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية حق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في الأماكن المقدسة وحماية المقدّسات المسيحية ورجال الدين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من أجل محاسبة ومقاضاة "إسرائيل" على هذه الاعتداءات، في المحافل الدولية ووفقًا لمقتضيات وأحكام القانون الدولي. وكذلك ندعوهم إلى ممارسة الضغط من أجل إيقاف الحرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني فيها ووقف العدوان المتصاعد على الجمهورية اللبنانية.

 

المرصدُ الفلسطينيُّ لحقوق الإنسان

الأربعاء، 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 م.

 

عناوين متفرقة